· البلاغ المقدم احتوي علي اسم الضابط حسام الشناوي وآخرين بأمن الدولة بالإسكندرية


· أحمد الملواني: آخر لحظات الشهيد بعد التعذيب كانت عندما طلب أن يصلي وجلس علي كرسي حديدي سقط من فوقه ميتا



المصدر : صوت الامه


كتب:حسام الدين مصطفي


أحمد صبري


مفاجأة لم يحسب جهاز أمن الدولة حسابها، شاهد عيان علي جريمة سقط بها شهيد من التعذيب، في مشهد أعاد الصورة القاسية، ففي أذهان المصريين يرتبط الحديث عن جهاز أمن الدولة بلون الدم البشري ورائحته، يحملون في نفوسهم بغضا غريبا، تكون مع طول الخوف الذي عاشوه علي مدار سنوات حكم مبارك المخلوع، يبغضون ذلك المجهول الذي يعصر قلوبهم بقبضة باردة عندما يرون مشهد جثمان أحد شهداء ذلك الجهاز الوحشي، وربما كان هذا هو سبب الثورة التي انطلقت بالإسكندرية عقب مصرع سيد بلال، ذلك الشاب الثلاثيني الذي اعتقله أمن الدولة بالإسكندرية علي خلفية أحداث كنيسة القديسين، ولكن مات خلال 24 ساعة فقط من التعذيب.


أحمد حسن الملواني.. كلمة السر في هذه القضية، هو شاب سلفي أيضا ألقت مباحث أمن الدولة القبض عليه مع 15 سلفيا آخرين بعد تفجيرات الكنيسة بالإسكندرية، وهم الذين ضمهم البلاغ الذي قدم إلي المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام من مختار نوح المحامي وكيلا عن ورثة محمد السيد بلال السوداني الشهير باسم سيد بلال، وكذلك المعتقلين الآخرين، في البلاغ الذي حمل رقم 3850 بلاغات النائب العام بتاريخ 8 مارس 2011، وعلي الفور بدأ التحقيق في البلاغ الذي أحيل إلي نيابة استئناف الإسكندرية برقم 320 بتاريخ 22 مارس 2011.


أكد البلاغ أن اعتقال الشهيد سيد بلال تزامن مع اعتقال أحمد حسن الملواني، وأن التحقيقات في قضية مقتل سيد بلال جري بها أحداث لا ترضي الله وتخالف القانون، وانتهت بارهاب الشهود وإجبار ورثة الضحية علي الإدلاء بأقوال غير صحيحة ثم توقفت التحقيقات تماما واستمر اعتقال الـ15 شابا رغم توقف التعذيب عنهم بعد تقديم البلاغ الذي طالب المحامي في نهايته بإعادة التحقيق في جريمة قتل سيد بلال مع قبول قيد البلاغ ضد رئيس فرع مباحث أمن الدولة بالإسكندرية والضابط حسام الشناوي وضباط وجنود فرع أمن الدولة باللبان وسماع أقوال الشهود بعد الإفراج عنهم.


الرواية التي وردت في البلاغ أكدت أن أحمد حسن الملواني كان شاهدا علي مقتل سيد بلال، ولهذا وفور الإفراج عنه عقب تقديم البلاغ حاورته «صوت الأمة» ليبدأ الحديث قائلا: تم اعتقالي يوم 2يناير الماضي من منزلي بمنطقة الرمل بالإسكندرية الساعة الثانية صباحا.. حيث فوجئت بسيارات الأمن المركزي الضخمة محملة بالمئات من الجنود تحاصر المنطقة، حيث صعد العشرات والجنود وتمركزوا علي سلم العقار شاهرين الأسلحة الآلية وهاجموا المنزل كما لو أنهم يقبضون علي عصابة بها ألف عضو! وقد علمت منهم أنني معتقل بسبب اشتباههم في أن أكون من المتورطين بحادث الكنيسة. علما بأنهم قد سبق واعتقلوني لمدة 3 سنوات منذ عام 2006إلي عام 2009 بسبب أنني كنت قد أعلنت عن رغبتي وقتها للسفر إلي العراق وقت أن هاجمتها الولايات المتحدة. وعندما سألناه عن علاقته بسيد بلال أكد: نعم كان سيد بلال معنا في مديرية أمن الإسكندرية القديمة بمنطقة اللبان.. وكان قد حضر بعدنا - أنا والعديد من السلفيين- بعدة أيام وكان ضباط من جهاز أمن الدولة بالقاهرة (نعرف أصواتهم وأسماءهم الحركية) قد حضروا خصيصا لاستجوابنا وتعذيبنا بالإسكندرية.. وكنا يوميا ننزل من الدور الأول العلوي، حيث كنا محبوسين إلي الدور الأرضي حيث حجرة التعذيب ..وفي أحد الأيام وكان معنا سيد بلال دخل هو بينما انتظرنا نحن دورنا في التعذيب خارج الحجرة.. وكنا جميعا قد تم تثبيت غمامة علي أعيننا حتي لا نري شيئا أو نتعرف علي الضباط الذين كانوا يستجوبوننا..إلا أنني استطعت أن أزيح الغمامة من علي عيني قليلا دون أن يشعر أحد وكنت استطيع الرؤية.. وعندما دخل بلال إلي الحجرة ..التي كان بابها ينفتح بطبيعة الحال كل شوية ليدخل بعض الضباط الحاضرين للتعذيب ثم يخرجون ليتحدثوا في هواتفهم قليلا ثم يعودون مرة أخري، اثناء ذلك كنت ألمح ما يجري داخل غرفة التعذيب.. وحدث مع سيد بلال ذات ما تم مع الجميع.. حيث تم إجباره علي خلع ملابسه كما ولدته أمه وتم وضعه علي سرير حديدي وتوثيق قدميه ويديه مشدودين بالسرير.. ثم قام أمين شرطة بدهن جسم السيد بلال بالجاز- وهي طريقة معروفة لأن الجاز يزيد من شدة تأثير الكهرباء علي الجسم - ثم قاموا بصعقه بالكهرباء بشكل متواصل وهيستيري حتي شعرنا بأن صرخاته ترج مديرية أمن الإسكندرية القديمة وبعد أن قام الضباط بتعذيبه من وقت صلاة الظهر وحتي صلاة المغرب..السيد بلال خرج عاريا من الحجرة وكانت حالته صعبة جدا وكان باديا عليه الإعياء الشديد فأحضروا له بطانية وقاموا بتغطيته.. ثم طلب من المخبرين وأمناء الشرطة بصوت خافت ضعيف أن يصلي فأحضروا له جلبابه وألبسوه إياه.. وشرع بلال فعلا في الصلاة وهو جالس علي الكرسي إلا أنه فجأة سقط ميتا من أعلي الكرسي.. فقاموا بحمله وأخذوه خارج المكان ولم نعرف عنه شيئا بعدها ولم نره بالطبع حيث كان قد فارق الحياة. وعند سؤاله عما إذا كان قد تعرف علي الضباط الذين كانوا يقومون بعمليات التعذيب أكد: نعم هم ذاتهم الذين كانوا يقومون بتعذيبنا عام 2006ولهم أسماء حركية هي :جعفر بك وسراج بك وشوكت بك والقصاص بك..


لقد كان الضباط في حالة عصبية غير عادية وكانوا يقومون بتعذيبنا بشكل بشع ..وقد رد أحدهم علي استغاثة أحد الإخوة أثناء تعذيبه قائلا :"يالله يا ولاد ال...... ده أوباما وساركوزي بنفسهم منتظرين نتيجة التحقيقات ولازم نبلغهم بأسماء اللي فجروا الكنيسة"..


وقد رد أحد الإخوة عليه قائلا :"أنا مستعد أمضي لك إني أنا اللي عملت كدة بس أوقف التعذيب".. لكنه لم يقبل بوقف التعذيب واستمر فيه بشكل أكثر وحشية. وأضاف: بعد أن استشهد بلال قاموا بترحيلنا إلي أمن الدولة بمدينة نصر بالقاهرة..ومن هناك نقلونا إلي سجن استقبال طره وكان ذلك يوم3فبراير الماضي-بعد قيام الثورة- وكانت معاملتنا في أمن الدولة في منتهي المهانة.. فمن يحرك الغمامة من علي عينيه يتعرض فورا للصعق بالكهرباء والضرب المبرح.. كما أننا جميعا كنا مقيدي الأيدي والأرجل وكان علينا ونحن في هذه القيود أن نأكل ونقضي حاجتنا وكان أمرا تعجيزيا فنحن نأكل من طبق لا نري أين هو ولا ماهو محتواه.. وأيدينا وأرجلنا مكبلة ..كان وضعا غير آدمي وكنا نضطر أن ننام علي بطوننا ونلعق الطعام بأفواهنا. وكان أمناء الشرطة إذا أدخلوا لنا طعاما به دجاج مثلا يقومون بعمل إحصاء لعدد العظام ..فمثلا "ورك الفرخة به عظمتين".. وهكذا.. ومرة جاء أمين شرطة لي وقال لي إنه عد العظام بطبقي بعد الأكل ووجد أن هناك عظمة ناقصة! وقال إن هناك خطورة في أن استخدم العظمة في فك وثاق يدي وقدمي وقام بالتعدي علي و بعثرة كل محتوياتي داخل الزنزانة من أجل البحث عن العظمة!